بقلم ياسمين الموجى
باحث دكتوراه
..
من منا لم يمر فى حياته العملية او الشخصية بمرحلة القرار.. ولعلك تتفق معى عزيزى القارىء انها من اصعب المراحل خاصة لاصحاب الرؤية البعيدة و المستقبلية و البعيدة كل البعد عن السطحية .. فدعنا نتذكر سويا مراحل مختلفة من حياتك مررت فيها بهذه المراحل ..فحين كنت بالمراحل الاولى من التعليم تعتبر مرحلة القرار فى تحديد مسيرك العلمى بعد الثانوية العامة بمثابة اول قرار حقيقى لحين استقرارك بكلية تتمناها .. مرحلة ما بعد التعليم الجامعى ولحين استقرارك الوظيفى هى مرحلة ايضا من عدم اليقين .. مرحلة ما قبل استقرارك الشخصى.. المهنى.. التعليمى وهكذا .. وكما يطلق عليها البعض (مفترق طرق) او من الممكن يسميها البعض بمرحلة عدم اليقين .. فهى مما لا شك فيه مرحلة ليست بسيطة وتحتاج بصيرة من الله ثم بعض الاجتهاد الشخصى ..
وسنتناول فى السطور الاتية عزيزى القارىء البعض من الاشياء الهامة للغاية من الممكن ان تساعدك فى مرحلة عدم اليقين وصولا للقرار .. فكل شىء فى الحياة هو قرار ولكن مثل صعوبة هذه المرحلة الا ان ايضا يهمس الى ذهنى مقولة (اليد المرتعشة ايضا لا تقدر على البناء) ولن تعطى نتاج ولن تصل فيها لأى وجهه كانت ..
لذلك سطورنا الاتية ما هى الا تحوط مع التسليم التام ان الله واقداره النهائية هى الانسب للشخص مهما تحوطنا ولكن علينا ان نعقلها ونتوكل فقط كما اؤمرنا ..
ودعنا نتفق سويا عزيزى القارىء ان لا يمكن البناء على اساس خاوى او اساسا هش واتسأل بالمنطق ماذا ستظن ان يكون المحصلة النهائية ان كان صورته الذهنية غير صحيحة او اساساته به شىء ما غير سليم .. لذلك قبل البدء فى انشاء اى نظام او مبنى او اى شىء فى حياتك عليك بمراجعة الroot causes او ما يطلق عليه الاسباب الجذرية …
هذا ان كنت حقا تريد ان تبدأ طريق جديد فى اى شيء كان .. فالعلوم والاستنتاجات العلمية ما هى الا نتاج بحث انسانى لذلك هى جزء لا يتجزأ عنه بداية من الشخص وصولا للمؤسسة للحياة العملية للشخصية للمهنية على حد سواء ..
وتشير الاسباب الجذرية او root causes الى مصطلح يستخدم فى مجالات مختلفة سواء اقتصاد ،هندسة،اجتماع الخ وكذلك تشير الى الاسباب الجذرية لحدوث مشكلة ما قد تنتهى ان تم فهمها جيدا او حلها من جذورها ام تتفاقم ولا يستطيع احتواءها ..
ولعل بعض الباحثين مثل ايفان ايلش قال فى تعريف عن الرووت كوز انها الاسباب الحقبقية التى تؤدى الى حدوث مشكلة وليست الاعراض او النتائج فيما قال جوزيف جوران ان الرووت كوز هى بداية التحليل والتحسين ..
كذلك تم بعض الاحصائيات المنشورة فى مجلة Harvard business review على سبيل المثال ان ٦٠% من مشاكل الاعمال ناتجة عن اسباب جذرية مثل نقص الموارد وغيرها من العوامل ..
كذلك نشر American society for quality ان ٦٠% من الشركات ايضا التى تقوم بتحليل الاسباب الجذرية تحقق تحسنا فى ادائها
وفى المجال الهندسى على سبيل المثال ثبت من خلال بحث بمجلة journal of construction engineering and management ان ٧٥% من مشاكل البناء ناتجة عن اسباب جذرية مثل مشاكل تصميمية على سبيل المثال او غيرها من العوامل
وكذلك بحث ايضا بمجلة journal for quality in maintenanceengineering يؤكد ان استخدام تحليل الاسباب الجذرية او root causeanalysis يؤدى الى ترسيخ اداء الصيانة الهندسية بنسبة ٤٠%
وعلى مستوى الاقتصاد والادارة ومن خلال مجلة journal of businessresearch عام ٢٠١٦ تم عمل بحث اثبت فيه ان نسبة الاعمال تتحسن بنسبة ٢٥% من خلال تحليل الاسباب الجذرية
ولان الفرد جزء لا يتجزأ بل هو من ابدع فى البحث واستخلاص النظريات والعلوم المختلفة ولا يمكن التغافل عنه لانه اهمها من اول انشاء تلك النظريات لحين دوىه المحورى فى تطبيقها فساتناول معك ايضا عزيزى القارىء بعضا من الاحصائيات من خلال مجلة journal of clinic psychology على سبيل المثال والتى توضح فيه ان ٧٥% من المشاكل للنفسية ناتجة ايضا عن اسباب جذرية او root causes
كذلك ٦٠% من المشاكل الشخصية ناتجة عن اسباب جذرية مثل نقص الدعم العاطفى او سوء التربية من خلال بحث نشر عام ٢٠١٦ بمجلة journal of personality and social psychology
ووفقا لمجلة journal of humanistic psychology تم التوضيح ان ٨٠% من مشاكل التنمية البشرية هى نتاج سوء التعليم او نقص الفرص
لذلك عزيزى القارىء وبعد ان استعرضنا سويا بعض من الابحاث والاحصائيات وتكلمنا قليلا من خلال السطور السابقة ..فهل ستتهاون فى حق نفسك اولا او فى حق مستقبلك .. فى معرفة الاسباب الجذرية والبدأ فى حلها لاتخاذ القرار الصحيح لاجتياز مرحلة صعبة مثل مرحلة عدم اليقين للبدء فى مرحلة جديدة سواء استكمال طريقك الذى بدأته او حتى تغيير الطريق بأكمله والبدء من جديد بناءا على معطيات جديدة ومستحدثة قد توصلت لها فى مرحلة بحثك عن الاسباب الجذرية ام ستظل فى مكانك
..
فالقرار النهائى لك عزيزى القارىء
..
مع تمنياتى لك بانقضاء فترة عدم اليقين واتخاذ القرار الصحيح بما فى صالحك او فى صالح مؤسستك او حتى شخصك
..
ولنا لقاء ..