بقلم مهندسة ياسمين الموجى
باحث دكتوراه
..
ولدنا غرباء فى هذه الحياة وسنعود يوما غرباء ايضا .. ولعل فى النفس آفاق ودروب لا نراها ولا نستطيع ايضا الحكم عليها .. ولكنها بمثابة اساس الحياة واتزانها ..فكما تعلم عزيزى القارىء ان اتزان الداخل ينعكس بشكل مباشر على السلوك والأداء الخارجى والانتاجية ايضا او ما يعرف بأسم ال productivity
فهى تعتبر بمثابة معادلة ربانية بحتة يعلمها ولا نعلمها .. ولا اخفيك عزيزى القارىء امرا اننى استمعت ذات مرة من عالم فى مجال تنمية الذات والتنمية البشرية والصحة النفسية ما الى ذلك وقال ان الحياة وتوازنها ينقسم الى الاهتمام الى افاق النفس البشرية فتنقسم الى عدة اجزاء منها الاهتمام بالجانب الروحانى،الجانب العملى والمهنى،الجانب الشخصى ،..الخ وتعتبر هذه الاجزاء من اهم جوانب وافاق النفس البشرية .. فجميع هذه الاجزاء هى بمثابة ماكينة تتفاعل مع بعضها البعض ..ان ضل او خرب ترس منهم توقفت الماكينة او اعطت انتاجية ليست كما هو متوقع .. فضرورة قراءة نوعية فريقك هامة للغاية لمعرفة ما هى اوجه استخراج منهم افضل انتاجية .. فهذا يدل على حسن مهاراتك الشخصية وحسن قراءتك لمن هم فى رحلة حياتك الشخصية كانت او العملية ..وبالتالى ستنعكس على اداء المؤسسة ككل ..
ودعنا نسلط الضوء اكثر على الجانب الروحانى فى هذه السطور عزيزى القارىء .. خاصة مع اقتراب شهر رمضان المعظم..ولعل مصر دولة رائدة وغنية للغاية بطقوسها وتفاصيلها ومظاهر بهذا الجانب الهام من اتزان الانسانى فهى مدينة الالف مأذنة ..
حتى اننى اتذكر جملة من احد الاصدقاء الغير مصريين واشقاءنا منذ عدة سنوات عاشقين لمصر يقولوا (رمضان هو مصر) .. وهذا لا يعنى ان لا يوجد فكل بلد من بلاد العالم ما هو يميزها فى هذه الايام الفضيلة والاستثنائية .. ومذاقها الخاص وكنوزها الخاصة ..
فنعود سويا عزيزى القارىء ونتذكر مدفع رمضان يعانق آذان المغرب ،وللتراويح تعانق جباه المصليين ،فوازير رمضان،الفوانيس،رائحة المساجد تمتزج باصوات كروان مصر من اصوات المبتهلين النقشبندى،الطبلاوى،محمد رفعت وغيرهم وغيرهم والسحور مع دقات ساعات الفجر وآلوان السماء التى تغزو قلبك دون هوادة .. الطبق الواحد الذى يربط ويلتف على ابناء العمارة الواحدة .. وذلك يجعلنل نتذكر يوما ما هو يميزنا صديقى القارىء ..
ونتذكر ان اللحظات الاستثنائية التى تريح النفس وتهتم بالجانب الروحانى وتريح النفس من سرعة الحياة وتعقدها..واستغلالها ايضا بما ينفعنا
لنقول فى نهاية كلماتنا عزيزى القارىء فى سطورنا القليلة .. ألم يحين الوقت لتستريح قليلا ايها الغريب
..
ولنا لقاء