بقلم: ياسمين الموجى
الباحث فى مجال الادارة وتطوير الاعمال
تفاجىء العالم اجمع بالعديد من الهجمات السيبرانية والالكترونية على مستوى العالم وازدادت بشكل ملحوظ فى السنوات القليلة الماضية .. والتى ادت الى كوارث كبرى فى العمليات التجارية والالكترونية والنقل وسرية المعلومات اضافة الى تهديدات الامن القومى فى البلدان المختلفة .. وغيرها..
ولعل سؤال هام قد تبادر الى ذهنى ومن الممكن ان يكون قد بادر الى ذهنك ايضا عزيزى القارىء وهو ماذا لو استمر العالم فى الاعتماد على هذه التقنيات الرقمية للمؤسسات المختلفة فى ظل تهديدات مستمرة بوجود خلل تقنى محتمل يستخدم كثغرة لاختراق هذه المؤسسسات علما بأن هذا الخلل طبقا لبيان شركة مايكروسوفت ان خسائر الشركة قدرت بتريليون دولار خسائر لشركة مايكروسوفت وحدها ..
ومن منظور اخر هل التحول الرقمى يمثل تهديدا للحفاظ على الهوية الخاصة بالبلدان .. خاصة ان هذا التحول اصبح امرا واقعا رضينا عزيزى القارىء او لم نرضى على مستوى العالم ولمواكبة تطوره .. فالتكنولوجيا كما تعلم يا عزيزى اصبحت تلامس جميع مناحى الحياة بداية من التعاملات اليومية للبسطاء .. للبحث العلمى .. كذلك للعاملين فى المؤسسات المختلفة ..الخ ولكن كفكر لادارة الازمات ماذا لو حدث مثل ما حدث وتكرر الامر ..هل تتوقف الحياة ..وان لم يحدث هل هذا التحول يجب ان يفقدنا هويتنا كما يظن البعض..
اعتقدعزيزى القارىء ان الحاجة او الNeedهى الأمر الناهى فى هذا الامر فعلى سبيل المثال ان الوسيلة المتاحة هى التكنولوجيا حاليا اذن فهى فالوسيلة المتواجدة فى التواصل هى التكنولوجيا والبريد الالكترونى الخ فى المراسلات ..اما الوسيلة المستخدمة قديما كان التلغراف لان هذا كان هو المتاح حينها …وهكذا..
فكلما توسعت التكنولوجيا لتلامس كافة تفاصيل الحياة طبقا للحاجة او ال need كلما كان توغلها فى الحياة اكثر فأكثر.. خاصة وانها اصبحت اسهل واسرع وسيلة عن الالات الكاتبة والحاسوب (الصخر) الذى كان فى حجم حجرة كاملة .. على سبيل المثال بعكس الوقت الحاضر تماما ..
ومع تطور الاجيال اصبحت التقنيات متفاوتة للغاية حتى انها اصبحت لا ترى بالعين المجردة لحفظ ونقل البيانات والمعلومات .. ولا ننكر ان استخدامها اصبح مبهر بشكل هائل وخاصة فى تطور البرامج فى شتى المجالات ..
ولكن هل يجب ان نفقد هويتنا باستخدامها اعتقد عزيزى القارىء ان التكنولوجيا كالحديد اللين يمكنك تشكيله فما يفيد او ما يضر فالحديد صنع الطائرة وصنع السلاح .. صنع المصنع وصنع ادوات الهدم .. لذلك من يستخدمها هو من يحدد ان كانت تنفع او تضر وكذلك فما يخدم هويتنا او يبعدنا عنها … وكل شىء هو (رهن) من يقوم باستخدامها ..
لذلك دهنا نقول عزيزى القارىء ان العالم يمضى فى سباق سريع لا يدركه عقل وتتبدل معطياته بشكل كبير مما يؤثر على نتائجه لا محالة لذلك علينا تجهيز انفسنا بالاعتماد على التكنولوجيا (الخاصة بنا) ومواكبة خطوات العالم بها من خلال شركات وطنية وخاصة فى مجال جمع البيانات وان المعلومات حتى يكون مصيرنا فى يدنا وليس فى يد الغير ولعل هذا تم من خلال افتتاح مركز البيانات والحوسبة السحابية والذى يمثل (عقل مصر) كما اطلق عليه ونحتاج المزيد والمزيد من هذا الفكر فى الاكتفاء الذاتى فنحن ننفتح فى التعامل والتعاون مع الاخرين ولكن دون طمس هويتنا ودون فقد التحكم فى مصيرنا او استكمال الحياة دون احد او به .. ولعل بعض الدول قد صنعت بالفعل برامج وسائل تواصل خاصة بهم حتى لا يكون لاحد حق اختراق خصوصية او اختراق بيانات المواطنين الخاصة بهم وليكن فكرنا وجود الاخر يسعدنا ولكن عدم وجوده لا يضر .. وهذا هو صميم فكر الاكتفاء الذاتى فى ظل عالم تتسارع فيه المنافسة بشكل كبير وتتدنى فيه مستوى الاخلاقيات بشكل اكبر … والذى اتمنى شخصيا ان يكون فى كل المجالات ومن المؤكد انه امر غاية فى الاهمية خاصة فى امن المعلومات … ولحين اقرار تشريعات مناسبة دولية وتغليظ العقوبات وتعاون الحكومات والدول مع بعضها البعض لوقف او تقليل هذه الهجمات يجب ان نفكر الالاف المرات فى عدم الاعتماد سوى على انفسنا فى تنمية مواردنا … حتى وان كانت تكنولوجية ..
والان وبعد رحلتنا القصيرة سويا فى هذا المقال هل ستعيد تفكير فى هذه التغيرات من منظور اخر …فالأمر متروك لك عزيزى القارىء ..
ولنا لقاء